هذا ما تعده إسرائيل لحماس في غزة..فماذا تعد حماس من مفاجآت لتل أبيب..!!

**مدير منتديات** السبت نوفمبر 29, 2008 8:22 am

هذا ما تعده إسرائيل لحماس في غزة..فماذا تعد حماس من مفاجآت لتل أبيب..

أصم قادة الصهاينة أسماعنا بتهديداتهم على لسان وزير الحرب الصهيوني باراك وغيره من النازيين بإعادة احتلال قطاع غزة بعد نهاية زيارة بوش للمنطقة مقللين من احتمال أن يتحول إعادة احتلال غزة إلى مغامرة عسكرية كـ "ستالينغراد" وكالانكسار الذي واجهه جيش الاحتلال خلال حرب لبنان الصيف قبل الماضي. [/size]
وأسند هذه المعزوفة الدموية العديد من التسريبات عن ضوء أخضر أمريكي لأولمرت للهجوم على غزة، والتخلص من سيطرة حركة حماس، والإعلان عن اكتشافات من قبيل إرسال البنتاغون إلى إسرائيل كميات كبيرة من المعدات العسكرية المخصصة لحرب المدن والشوارع.
وأضاف البعض القليل من البهار الحار كتسريب أخبار عن استدعاء كبار ضباط الإدارة المدنية السابقة في غزة ضمن التجهيزات الأمنية في حالة العدو باحتلال غزة للتعامل مع الاحتياجات في تلك المناطق.
إلا أن الصحف الإسرائيلية المجندة ضمن رأس الحرب النفسية التي تشنها المخابرات الصهيونية على المقاومة حاولت غير مرة التقليل من الأمر أمام الرأي العام العالمي عبر تصوير العملية وكأنها عملية متدحرجة مرتبطة باستمرار إطلاق الصواريخ وأنها قد تبدأ بتوسيع العمليات وإعادة احتلال شمال القطاع وفصله عن باقي المناطق في القطاع، كحل مؤقت لمنع إطلاق الصواريخ، ثم باحتلال ممر فيلادلفيا بين القطاع ومصر إذا استمر إطلاق الصواريخ التي لم تقل أنها بدائية ولا تقاس بالقذائف الذكية التي تستهدف الفلسطينيين.
وبغض النظر إن كان يوجد أو لا يوجد إجماع داخل المؤسسة العسكرية حول نجاعة هجوم شامل على غزة فان الراجح أن اغلب قادة الكيان السياسيين منهم والعسكريين باتوا يخشون اجتياح غزة ويسعون لتحاشيه بكل ثمن.
فإذا كانت حجة الكيان بحرب لبنان الصيف قبل الماضي بتأمين حياة اثنين من جنودها الذين أسرهم حزب الله فان تقديرات الكيان العسكرية تفيد بأنهم قد يخسرون ليس اقل من مائة جندي صهيوني عدا عن الضحايا من الفلسطينيين في حال تم تنفيذ الاجتياح الواسع، الأمر الذي قد يطيح بالمستقبل السياسي لأولمرت وحزبه كاديما، حيث تشير معطيات تطور السياسة الصهيونية أن قرارات الحرب والسلام باتت تتأثر أكثر من أي وقت مضى بمدى بتأثيرها على المستقبل السياسي للزعماء وليس على مستقبل إسرائيل فحسب.
وإذا كانت إسرائيل وحلفائها لا يعرفون كيف ستتطور المواجهة مع المقاومة الفلسطينية فان عملية الاجتياح الواسع قد تتحول إلى عملية عبثية في ظل غياب الأفق السياسي الصهيوني لما بعد اجتياح غزة، الأمر الذي أثار بعض المفكرين الصهاينة لطرح موضوع التخطيط للخروج من غزة قبل الدخول إليها.
قد تكون زيارة بوش أعطت الضوء الأخضر لاجتياح غزة فعلا، ولكنها أعطت في الوقت ذاته الضوء الأخضر لفصائل المقاومة وعلى رأسها حماس لتنفيذ أجنداتها الخاصة المتعلقة بسيناريوهات المواجهة مع الاحتلال، حيث تفيد التقديرات العسكرية انه ومنذ عملية الوهم المتبدد الذي نجحت فيه كتائب القسام بأسر الجندي الصهيوني جلعاد شاليط مستخدمين نفقا أرضيا، فان تكتيكات المقاومة تغيرت لجهة تطورها لصالح التفكير بضرب صفوف العدو من الخلف عبر هذه الأنفاق التي تستخدمها قوات الاحتلال الخاصة الآن لضرب المواقع المتقدمة لكتائب القسام شرق غزة.
وليس خافيا أن الكيان الصهيوني يحاول التسريع في إبرام صفقة تبادل الأسرى مع حماس مقابل إطلاق شاليط كي لا يسبب بقاءه في أيدي حماس في ظل اجتياح غزة خطرا على حياته أو ضغطا داخليا على حكومته، ولكن الكيان الصهيوني يبدو انه لم يحسب حسابا لإمكانية استخلاص المقاومة الفلسطينية للدروس والعبر من المقاومة اللبنانية التي أسرت جنديان صهيونيان فور الانتهاء من صفقة تبادل الأسرى مقابل الإفراج عن الضابط المتقاعد تتنباوم وعدد من الجثث.
ألا يمكن أن يكون من ضمن تكتيكات حماس إبرام صفقة تبادل الأسرى مع الكيان الصهيوني في الوقت الذي تخطط فيه على الأرض لأسر جنود كثر للاحتلال كرادع لأولمرت وحكومته المتعجرفة عن اجتياح غزة من ناحية، ومن ناحية أخرى لتنفيس النصر الدبلوماسي الذي حاول تسجيله بوش خلال زيارته في مرمى المقاومة أو ما بات يسمى بـ"الارهاب" لصالح نهج المفاوض الفلسطيني الذي لا ندري ماذا سيقول لشعبه إذا ما وقع أي اتفاق في ظل استمرار العدوان البربري على غزة، وفي ظل بقاء المستعمرات في الأراضي الفلسطينية تحت السيادة الصهيونية، مقابل دولة كانتونات وجزر، دولة وظيفية تحقق الأمن لدولة الاحتلال في ظل عجزها عن تأمين الأمن لنفسها أو لمواطنيها .

[/size][/b]